روتشستر، ولاية مينيسوتا — اكتشف باحثون في متغيرًا جينيًا نادرًا يمكنه أن يسبب بشكل مباشر ، والذي عُرف سابقًا باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
حتى الآن، ظل العلماء يعتقدون أن المرض ينجم عن مزيج من عوامل بيئية ووراثية. غير أن هذه الدراسة، أظهرت أن أحد المتغيرات الجينية يمكن أن يكون العامل الرئيسي في بعض الحالات.
وقد رصد الباحثون هذا المتغير في جين MET المنظِّم لعملية ترميم الكبد واستقلاب الدهون. وعندما يطرأ خلل على هذا الجين، تبدأ الدهون بالتراكم في خلايا الكبد مما يُحفّز حدوث التهابات. وبمرور الوقت، يؤدي ذلك إلى تليُّف الكبد وتندّبه انتهاءً بتيّبسه. ويتفاقم المرض في الحالات الشديدة مسببًا ، مما يؤدي إلى تضرر الكبد بشكل نهائي، أو الإصابة .
يصيب مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي نحو ثلث البالغين في جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يصبح الشكل المتقدم منه، وهو التهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي، السبب الرئيسي للتشمع و في السنوات المقبلة.
"يفتح هذا الاكتشاف نافذة لفهم كيف يمكن للمتغيرات الجينية الموروثة أن تسبب أمراضًا شائعة"، وذلك بحسب تصريح المؤلف الرئيسي للدراسة والمدير الطبي في . "حيث يلقي نظرة أعمق على مسببات المرض والمستهدفات العلاجية المحتملة للأبحاث المستقبلية."
استند هذا الاكتشاف على البيانات الجينومية المأخوذة من امرأة ووالدها مصابين بالتهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي، دون وجود سيرة مَرضية للإصابة بداء أو ، وهما عاملان خطورة شائعان لتراكم الدهون في الكبد.
وبسبب غياب تفسير واضح، فحص الباحثون الحمض النووي لأكثر من 20,000 جين للعثور على إجابات. ووجدوا خطأً ضئيلًا في جين MET لكنه يُحتمل أن يكون ذا تأثير قوي.
وبالتعاون مع مركز جون وليندا ميلويس للعلوم الجينومية والطب الدقيق التابع لكلية الطب في ولاية ويسكونسن، بقيادة الدكتور ، خلُص العلماء إلى أن الطفرة عطلت عملية بيولوجية حيوية.
تتكون الجينات من حروف كيميائية تقدم التعليمات لأداء وظائف الجسم. وفي هذه الحالة، أدى تبدُّل حرف واحد — من بين آلاف الحروف — إلى تشويش الرسالة، مما حال دون قدرة الكبد على معالجة الدهون بشكل طبيعي. إلا أن هذا المتغير النادر، الموجود في العائلة، لم ترد عنه حالات في الأدبيات الحالية أو قواعد البيانات العامة.
يقول أوروتيا: "توضح هذه الدراسة أن الأمراض النادرة ليست نادرة بالضرورة، بل قد تكون مخفية وسط مجموعة هائلة من الاضطرابات المعقدة وهو ما يبرز الإمكانات الهائلة للطب الفردي في اكتشاف هذه الأمراض، ويتيح تصميم عمليات تشخيصية متقدمة وعلاجات استهدافية".
ولاستكشاف التأثير الأوسع لهذا المتغير، اتجه الباحثون إلى الدراسة في مايو كلينك، وهي عبارة مسعى واسع النطاق لتحليل تسلسل الإكسوم بهدف الكشف عن المحركات الجينومية للمرض. وقد حللت دراسة التابستري الحمض النووي لسلسلة الخلايا الجنسية لأكثر من 100,000 مشارك عبر الولايات المتحدة، الأمر الذي ساعد في إنشاء مستودع شامل للبيانات الجينومية يدعم البحث في كل من الحالات الصحية المعروفة والناشئة.
ومن بين حوالي 4,000 شخص بالغ مشارك في دراسة التابستري يعانون من مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي، تبين أن حوالي 1% منهم يحملون متغيرات نادرة قد تكون سببية في جين MET نفسه. ومن بين هؤلاء، كان لدى نحو 18% متغيرات في المنطقة الحرجة نفسها، مثلما هو الحال مع المرأة ووالدها الوارد ذكرهما، مما يعزز دورها بشكل أكبر في الإصابة بأمراض الكبد.
"قد يؤثر هذا الاكتشاف في مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من الأشخاص في جميع أنحاء العالم المصابين بمرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي أو المعرضين لخطر الإصابة به"، وذلك حسب ، المؤلف الرئيسي والمدير التنفيذي المعيَّن من قِبل مركز كارلسون ونيلسون للطب الفردي.
وشدد الدكتور لازاريديس على أهمية هذا الاكتشاف نظرًا لتقاطعه مع المساهمات المؤثرة التي قدمتها دراسة تابستري.
"بمجرد اكتشاف متغير مسبب للأمراض، فإن فحص مستودع بيانات تابستري بحثًا عن إجابات يمنحنا منظور أوضح لمعرفة الطبقات المخفية للمرض، وهذا الاكتشاف يُعد من أوائل الاكتشافات التي تبرز أهميته العلمية. وتسلط هذه النتيجة الضوء على القيمة العميقة لدراسة الأمراض العائلية ومزايا مجموعات البيانات الجينومية واسعة النطاق، والتي يمكن أن تكشف الغطاء عن المتغيرات الجينية النادرة ذات التأثير الكبير على صحة السكان."
كما يعكس هذا الاكتشاف أهمية دمج الجينوميات في الرعاية السريرية في مايو كلينك، حيث تستخدم الفرق تقنيات متطورة للمساعدة في حل المعضلات الطبية المعقدة. فمنذ إطلاقه في عام 2019، ساعد برنامج الأمراض النادرة وغير المشخصة أكثر من 3,200 مريض يعانون من حالات معقدة وخطيرة في الحصول على اختبارات جينية شاملة. ويتعاون البرنامج مع ما يقرب من 300 اختصاصي رعاية سريرية من 14 قسمًا في جميع أنحاء المؤسسة لجلب التشخيص الدقيق للمرضى الذين يعانون من حالات نادرة، بما في ذلك أمراض الكبد النادرة.
ستستكشف الدراسات المستقبلية كيف يمكن لهذا الاكتشاف الجينومي المتعلق بمرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي تقديم معلومات عن العلاجات الاستهدافية وتحسين إدارة المرض.
للحصول على القائمة الكاملة للمؤلفين والإفصاحات والتمويل، يمكنك الاطلاع على .
###
نبذة عن مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بإجراء أبحاث ابتكارية في الممارسات السريرية والتعليم والأبحاث، وكذلك منح التعاطف على أيدي مجموعة من الخبراء لكل شخص يحتاج إلى الشفاء والرد على استفساراته. شبكة مايو كلينك الإخبارية لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك.
جهة الاتصال الإعلامية: سوزان ميرفي، مايو كلينك للتواصل،[email protected]